عاممقالات

الانتخابات .. بين العزوف والمشاركة

تُعد الانتخابات واحدة من أهم ركائز الديمقراطية، وهي الوسيلة التي يعبّر من خلالها المواطنون عن إرادتهم في اختيار ممثليهم وصنّاع القرار.

وفي مصر، كغيرها من الدول، تُمثل المشاركة في الانتخابات استحقاقًا وطنيًا يعكس وعي المواطن وحرصه على المساهمة في تشكيل مستقبل بلده.

ومع ذلك، فإن المشهد الانتخابي المصري غالبًا ما يتأرجح بين المشاركة الواسعة والعزوف الملحوظ، ما يدفع للتساؤل: ما الذي يدفع البعض للمشاركة؟ ولماذا يعزف آخرون عن هذا الحق المهم؟
من هنا فإن البحث عن أسباب العزوف عن المشاركة ضرورة، إذ أنه
رغم أهمية الانتخابات، فإن شريحة من المواطنين تعزف عن المشاركة لأسباب متعددة، من أبرزها:
*فقدان الثقة في المرشحين: كثيرون يشعرون أن المرشحين لا يلبّون تطلعاتهم، وأن البرامج الانتخابية غالبًا ما تكون وعودًا لا تتحقق.
*الإحباط السياسي: تراكم الإحباط نتيجة سنوات من الأداء السياسي الضعيف قد يدفع البعض لليأس من جدوى المشاركة.
*ضعف الوعي السياسي: غياب الثقافة السياسية لدى البعض يجعلهم لا يدركون أهمية صوتهم وتأثيره.
*غياب التنافس الحقيقي: عندما يشعر الناخب بأن النتائج محسومة مسبقًا، يتراجع الحماس للمشاركة.
*الضغوط المعيشية: الانشغال بأعباء الحياة اليومية يدفع البعض لتهميش المشاركة السياسية باعتبارها “غير أولوية”.
*وسائل الإعلام والسوشيال ميديا: بعض الخطابات المنتشرة تروج لفكرة أن “الصوت لا يغيّر شيئًا”، ما يضعف الدافع للمشاركة.
من هنا يأتي السؤال الأهم؛ كيف نشجع على المشاركة؟
من الضروري دعم المرشحين الشباب والمستقلين: لإعادة الثقة لدى المواطنين بأن التغيير ممكن.
التوعية المستمرة: عبر المدارس والجامعات ووسائل الإعلام ودور العبادة يمكن رفع وعي المواطنين بأهمية المشاركة.
إصلاح النظام الانتخابي: بما يضمن الشفافية والعدالة والتنافسية، ما يعزز الثقة في العملية برمتها.
الانتخابات ليست مجرد يوم نذهب فيه لصناديق الاقتراع، بل هي ممارسة ديمقراطية تعكس وعي المجتمع ومشاركته في بناء المستقبل.

إن العزوف عن المشاركة يُضعف التجربة السياسية ويترك الساحة لغير الأكفاء، بينما المشاركة الواعية تُعد خطوة في طريق الإصلاح والديمقراطية الحقيقية.

وفي ظل التحديات الراهنة، فإن المشاركة ليست فقط حقًا، بل واجب وطني لا يجب التفريط فيه.

Follow us on Google News Button

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى